الصراع الروسي_الأوكراني

المقالات

فاطمة الكعبي ، ماجستير قانون دولي ، باحثة 

سبـق إنهيار الإتحاد السوفياتي وصول القوى الراديكالية إلى السلطة في روسيا. كانت اكبر جمهورية في الدولة السابقة استقطبت حولها الجمهوريات الأخرى،وكان الزعماء الديمقراطيين ذو النزعة الغربية حلمهم رؤية روسيا مندمجة في أوروبا،وحتى أنهم كانوا يقولون:(اذا كان الشمال الروسي يثقل علينا بحاجتهِ الدائمة إلى الإعانات،فعلينا أن نخرج منه؛واذا كانت سيبيريا تثقل علينا،فيجب تقسيمها إلى جمهوريات سيدة، ولتجهد هـذهِ للنهوض من كبوتها ما استطاعت،إلى ذلك سبيلاً،أما آسيا الوسطى فلا حاجة لنا بهـا البتة).
بالوقت نفسه يشعرون أن أوروبا مستحيل أن تدخلهم بـيتهـا إلا إذا انكمشت روسيا، بحيث تكون هنالك دولة يمكن مقارنتها مساحةً بألمانيا أو فرنسا.

ولكي تحقق أوكرانيا الاستقلال بفضل هولاء الحالمين وضعت عدة معاهدات على مر التاريخ؛ منها "معاهدة الإثنين" بين روسيا وبيلاروسيا؛ وفـحوى هذهِ المعاهدة أن روسيا (والتي كانت اوكرانيا جزء منها) وبيلاروسيا تُعرب عن استعدادهـما لتكوين علاقات اقتصادية وسياسية، وغيرها العديد. (ومعاهدات كثيرة أخرى عـُقدت لنفس الغرض)
كانت تلك المعاهدات هي لتقوية العلاقات بصورة كبيرة بين روسيا والجزء الشرقي مثل كازاخستان، بيلاروسيا، ليتوانيا، وقرغيزيا،وحتى الدولة العثمانية،وكانت تركز على موسكو الروسية بدلاً من كييف السوفياتية(وتقريباً كانت خيبة امل للديمقراطيين وهم تقريباً يـريدون أن يتقربوا من الجزء الآخر من المعادلة أي أمريكا والغرب)
وأصبح الأمر معقداً بعض الشيء مابين الراغب بالشرق والآخر بالغرب، وفي ١٩١٧ حدثت ثورة أكتوبر الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي لـتُعلن عن نشوء جمهورية أوكرانيا الشعبية، والهيئة الحاكمة، والتي أعلنت أمام الملأ مبادئها الجيوسياسية المناهضة لموسكو ،وهـٰكذا ولدت أوكرانيا؛ فقد نشأت من صـراع طويل،جزءاً  منها يريد أن يتشبّث بأصولهِ الروسية، والاخر يتطلع إلى أن يكون جزءٌ من حلف الناتو.

وبحـسب خبراء فإن لا مجال للقول أن حرباً عالمية ثالثة تلوح في الأفق، العالم اليوم دولة مرتبطة بأخرى أثنياً، واقتصادياً، وسياسياً ؛فـليس من مصلحة الدول أن تدخلُ حربٌ جديدة.

وبين كُل هـذا وذاك؛ الشعوب هـي من تدفع الثمن، مهما كان ما يحدث، وسـيحدث، الحروب لا مـُنتصر فيها أوكرانياً كان أم روسياً.