العنف ضد المرأة ممارسة رفضها الدين الإسلامي الحنيف فقد كانا ضمن آخر وصايا الامام علي (ع)في آخر ساعاته ، وهي ممارسة شاعت بين الشعوب من قديم الزمان وهي موجودة في كل الدول والشعوب بالرغم من كل الدعوات الكريمة ضد هذه الممارسة اللانسانية والتي تهدف الى توعيه الانسان الى مخاطر هذه الممارسة الغير عادلة والغير إنسانية ، وقد حاولت جهود إنسانية عديدة للوقوف بوجه هذه الممارسة ، وسنت التشريعات والقوانين لذلك ولكن تبقى معالجة الأديان الحق وخصوصا ديننا الحنيف وفكر أئمتنا (ع)في مقدمة هذه الجهود .
وان مواجهه هذ الممارسة الخاطئة يتطلب من دراستها بوعي وفهم عالي مستند على النصوص التي أوردتها الكتب السماوية والقران الكريم والتي تبدأ بالمعالجة من دور الاسرة في انشاء جيل يرفض هذه الممارسة الخاطئة والتي تتطلب توجه التربية الصالحة والاعداد اللازم والواعي للرجل والمرأة وفق تعاليم السماء .
ان خلافة الله في الأرض للإنسان جاءت للرجل والمرأة وليس لاحدهما وان السير الصحيح في هذه الخلافة والتطبيق المستند الى تعاليم الملك العادل سبحانه وتعالى التي نظمت كل جوانب الحياه الصالحة على اعتبار ان الدنيا هي مرحلة تمهيدية للوصول للاخره .
ان ممارسة الرجل أو المراة في إيجاد الأذى للاخر نابعة من سوء فهم للحياة والتربية الغير سليمة والتي تبدأ من جو الاسرة الصالح ، فكلما علا صلاح الاسرة علا صالح الناتج الإنساني لهذه الاسرة
ان العنف ضد المرأة لم يكن يوما من الأيام إبتدعه المسلمون أو الإسلام ، بدليل وجود العنف وبصورة بشعه في سائر المجتمعات ، وان الكثير من المسلمون في الوقت الحاضر وفي تعاملهم مع المرأة لا ينطلقون من المبادئ والتعليمات الدينية ومن النصوص الشرعية ، لانهم غير ملتزمين بها ، ولهذا نجد بجانب القانون تربية اجتماعية وأسرية واخلاقية ومدرسية لتسهم هي بدورها في إعداد المناخ المناسب لبسط ثقافة التسامح واللاعنف بين الافراد .كذلك نجد في الإسلام نصوصا عامة وخاصة في منع العنف، فالعنف يشمل جميع اشكال القوة في غير محلها سواء اتجاه النفس او اتجاه الاخرين فقد قد يكون الضرب والسجن وسوء الخلق والحدة بغية الحاق الأذى بالغير فمن النصوص العامة التي تدعوا كل انسان الى احترام الاخر وعدم تجاوز الحقوق والحدود في التعامل معه ، منها قوله تعالى (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي احسن فاذا بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . اما النصوص الخاصة بالمرأة فأنها تبدأ من حيث تتكون الاسرة حيث يتمتع الوالدان وخصوصا الام بعناية فائقة من لدن القران الكريم .
وعلى هذا الأساس يمكن القول ان الشريعة الإسلامية شريعة سمحة لا تسمح بالعنف الاسري الا في حالات تقع اللائمة فيها على المرأة نفسها قبل ان تقع على زوجها
أولا/ تدابير وقائية
1- التربية الأخلاقية للمرأة والرجل منذ الصغر يؤكد على ضرورة اتباع الاخلاق الفاضلة في التعامل مع الاخرين ، قال الامام الصادق (ع) ان الله ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله ، يغدو عليه ويروح ، وعن الامام الصادق أيضا ( ما يقدم المؤمن على الله تعالى بعمل بعد الفرائض ، احب لله تعالى من ان يسع الناس خلقه ) فيتضح لنا ان للأخلاق الحسنة اثار في اعداد لانسا الفاضل ن في هذه النشأة الدنيا فضلاعن الاخرة
2- الابتعاد عن العنف اللفظي في التربية والتعامل مع الأبناء والزوج والزوجة ، ويشمل كل إيذاء لفظي تجاه افراد الاسرة مثل السب والشتم والالفاظ النابية والقاسية كأسلوب تعنيفي ضد المرأة ، فالزوج او الاب يجب استخدام الالفاظ التي تدفع العنف بشتى اشكالة ، فحسن المعاملة واختيار الالفاظ المناسبة تساعد الزوج او الزوجة عن الابتعاد من العنف
3- طريقة المعاملة في الصغر تنعكس بشكل كبير وواضح على المرأة والرجل سواء كانت اخت ام زوجة او بنت فالقسوة في المعاملة من قبل الاهل لها نتائج سليمة ، كذلك الإهمال والرفض العاطفي والتمييز بين بين البنت والولد له اثار ضاره ، لذا الشعور بالاستقرار الاسري له نتيجة إيجابية تمنع التربية الغير سليمة
4- وسائل الاعلام والأجهزة الحديثة لها كبير في التأثير على شخصية المرأة ، حيث تنوعت وتشعبت ، فلابد من إيجاد البرامج الفكرية والثقافية التي تعد افراد العائلة اعداداً صحيحا حيث يجب ان يكون التركيز برامج ثقافية تقلل من مظاهر العنف فالبرامج يجب ان تقود الى مفاهيم خلقية
ثانيا / تدابير علاجية
1- الضرب، هي وسيلة خاطئة يلجأ اليها الزوج لضعف في إمكانية الفكرية والتربوية والثقافية لمعالجة مشاكل الاسرة التي تحتاج الى فهم صحيح من الاب والام لتجنب الأخطاء ، فهذه الوسيلة هي علاج لحالة شاذة ،فاذا انتفت الحاجة الى هذا العلاج لا يصح القيام به ، فيجب ان لا يكون شديدا ولا يترك اثرا ولا ازرقاقا ولا يصيب الوجه مطلقا ، وقد حددت الشريعة الإسلامية دفع الديه في هذه الحالة .
ا- دية الخارصة وهي الخدش الذي يشق الجلد . بعير واحد
ب- دية الدامية وهي التي تصل الى اللحم ويسيل الدم منه . بعيران
ج- دية الباضعة وهي التي تقطع اللحم وتزيد في الجناية على الداية . 3 ابعر
د- في لطمة الوجه اذا احمر موضعها . دينار واحد ونصف
ج- في لطمة اذا اخضر موضعها او اسود . 3 دنانير
ر- في لطمة الجسد اذا اسود موضعه . النصف من ارش الوجه . دينار ونصف
كما ورد في الفقه الامامي ( الجعفري )في مسائل الديات وكما افتى علماء وفقهاء المذهب فقال الخوئي ( قدس سره ) ( مسألة 223) : لو ادب الزوج زوجته تأديبا مشروعا فأدى الى موتها أتفاقا قيل : لا دية عليه كما لا قود .
2- تشريعات قانونية تحمي المرأة المسلمة والمحافظة على كرامتها من العنف سواء كانت زوجة ام بنت
3- حق تأديب الزوجة فهو حق اقرته الشريعة الإسلامية للزوج وهذا الحق مقيد وليس مطلق ، فالتأديب له حدود ولابد من وجود الحق أولا ثم الالتزام بهذه الحدود وعدم التجاوز ، فالشريعة الإسلامية رسمت حدود للزوج واباحت له هذ الحق اذ أخرجته من نطاق التجريم وعدته حقا للزوج ، فالمشرع العراقي في المادة 41 /1 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969حيث اجازت هذه المادة صراحة بشأن تأديب الزوجة ولكن في حدود ما هو مقرر شرعا وقانونا وعرفا فهذا الحق ليس من شأنه تقليل شأن المرأة ( الرجال قوامون على النساء ) فيجب على الرجل الالتزام بحدود الله في استعمال هذا الحق مع زوجته .