قمة بغداد.. نجاحها بتمثيلها الرفيع

المقالات


حسيني الاطرقجي/ صحفي وباحث
مركز وطن الفراتين للدراسات الاستراتيجية

خطوة ناجحة كانت في اولوية انجاح مؤتمر الجوار او قمة بغداد المزمع اجراؤها نهاية الشهر الجاري ٢٠٢١/٨/٢٨ ، اذ تمثلت هذه الخطوة بحاملي الدعوات، وكان على رأسها ايفاد وزير الدفاع العراقي جمعة عناد الى الرئيس المصري السيسي، باعتبار أن الاثنين من خط عسكري واحد ويسهل التواصل المثمر مع بعضهما، كما وسلم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين كلا من الرئيسين،؛ الايراني السيد ابراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان دعوتين من الكاظمي لحضور القمة. وكان وزير التخطيط العراقي خالد بتال النجم سلّم هو الآخر الأسبوع الماضي أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح دعوة مماثلة، فيما سلم مستشار الامن القومي العراقي قاسم الاعرجي دعوة لامير قطر تميم بن محمد ال ثاني
والتقى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في الرياض، نظيره العراقي، وتناول اللقاء، استعراض أوجه العلاقات السعودية العراقية، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

ترى اللجنة المؤسسة لمؤتمر بغداد ان مستوى التمثيل الدبلوماسي للدول المدعوة سيحقق النتيجة المرجوة من المؤتمر، اذ من الممكن ان يحضر الرئيس السيسي والعاهل الاردني لحضورهما المسبق، بينما تتخوف بغداد من انخفاض مستوى التمثيل الدبلوماسي للغريمين المتمثلين بالجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية، كونهما طرفي الحل والعقد في المنطقة، اذ ان حضور الخط الثاني والثالث من البلدين سيكون حضورا بروتوكوليا لن يفضِ الى تفاهمات واتفاقات مستقبلية، لان سياستي هذين البلدين هي سياسية مرتبطة بشخصة الرئيس اكثر من ارتباطها بمنج الدولة، وقد يشوب الامر في الوقت ذاته حالة من التفاؤل خاصة بعد نجاح اللقاءات الكواليسية بين طهران والرياض في بغداد قبل اشهر.

في السياق ذاته تطرح تساؤلات جادة عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واحتضانه للقمة ومشاركة الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة فيه، عن فاعلية هذه الاطراف في حل النزاعات، فيما اذا استطاعت أن تحل الازمة في لبنان؟ وهو تساؤل مجدي عن جدوى هذه القمة، لكن المؤشر المختلف بين بيروت وبغداد أن ازمة بيروت تم طرحها للحل من قبل طرف دون الاخرين، وعادة الطرف الواحد لا يحلحل ازمة، لذا تعوّل حكومة الكاظمي على الاطراف الرئيسة وتعاطيها مع الملف العراقي تباعا الى ملفات المنطقة ومحاولة ايجاد مساحة قوة وقرار عراقي في المحيط.

وصف الرئيس الايراني مؤتمر بغداد بال "الخطوة المباركة" وتعاطى بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع اهداف المؤتمر تعاطيا ايجابيا، وتخللت الدعوات الاخرى حفاوة كبيرة في الترحيب بالمبادرة، فيما يبقى للمراقب خطوتان؛ الاولى قوة التمثيل الدبلوماسي التي ستعمل التقرب الدبلوماسي، والتوائم السياسي بين الاطراف المتصارعة وانعكاسه ايجابيا على المنطقة، فيما تخشى حكومة الكاظمي انخفاض تمثيل الوفدين الذي قد ينتهي الى ما بدأ به دون تحريك ساكن سياسي.