*كتب السيد معالي وزير الثقافة د. حسن ناظم ، مقالا*

المقالات
د. اسامة الشبيب
مركز وطن الفراتين للدراسات الاستراتيجية
 يوضح فيه ويبرر في ذات الوقت ، الكتاب المرسل من قبله لرعاية الشاعر سعدي يوسف من قبل سفارة العراق في لندن ، وما أثاره هذا الكتاب من جدل واستنكار في مساحة واسعة من الرأي العام .

رغم أن مقالة السيد الوزير تتمتع بجودة ثقافية في أسلوبها وشواهدها التبريرية ، لكنها يا معالي السيد الوزير ليست مقنعة للمتأمل الحصيف ثقافياً .
ما تقوله معالي الوزير بمعنى ؛ أن الشاعر يجب أن يحضى برعاية الدولة وإهتمامها ، وإن وهّن معتقداتها ، وأساء الى رموزها ومقدساتها . وكأنه يا معالي الوزير ، كل إساءة وحقد ، وسموم ، وطائفية ، وقيئ شعري ، مغفورٌ للمرء ما دام شاعراً ويتحدث الشعر ! .

 سعدي الذي تصفه يا معالي الوزير - بحسب قولك - ( ذو المواقف السيئة والإسائات الكثيرة والمخرّف وصاحب أوعية الحقد والباث للسموم  ) وإن كان شاعراً ، إن كانت الدولة الجديدة لا تحاسب الشعراء على مواقفهم المشينة بحق المجتمع وقيمه ورموزه لكي لا تشبه من سبقها ، فإنها أيضاً ليس من واجبها أن تلاحق أمثال من يتصف بكل تلك المواصفات السيئة ، بالرعاية والعناية ، في الوقت الذي تهمل الدولة الكثير بل الكثير الكثير من أبناءها ومبدعيها الوطنيين ، ومثقفيها المخلصين  وكثير من أصحاب المنجز العلمي والأدبي والثقافي وهم من ذوي المروءة والوطنية ، ولكن الدولة توكلهم إلى يد الأهمال والترك وعدم الذكر إلا ما رحم ربي .

معالي الوزير وأنت الناطق باسم الحكومة ، نحن في بلد لم نحدد معايير التكريم والإحتفاء ، بل أن المقاييس الرسمية ثقافيا وسياسيا أصبحت مقلوبة فكثير ما نرى التكريم لمن لا يستحق ، والمستحقون في الزاوية المنسية في عقل الدول والحكومة .
إن نظام التفاهة - مؤسف جداً - هو المتسيّد في عالمنا وبلدنا أيضاً ، حتى وصل الحال أن تنفق الدولة من أموالها على القتلة والدواعش ( فصول عشائرية ) ، وبعض عوائل الشهداء وأيتامهم في الحرب ضد داعش لم تصل إليهم حقوقهم فضلاً عن عديد الجرحى ، الذين لم تلاحقهم رعاية الدولة ويطاردهم إهتمامها وهم في الداخل وليس الخارج .

نتمنى أن لا نقرأ تبريراً أو توضيحاً في قادم الأيام ، يشرح لماذا أنفقت الدولة من خزينتها أموالاً لسد ( فصول ) الدواعش ، تحت يافطة العفو التسامح وشعار أن العراقيين طيبين مع أعدائهم وقتلتهم !!!