هوية البقاء الامل والعمل ( الامام المهدي عج )
هوية البقاء الامل والعمل ( الامام المهدي عج )
بقلم الدكتورة / امال علي الموسوي
باحثة واكاديمية في مركز وطن الفراتين للدراسات الاستراتيجية
ان انتظار الامل الواعد والمصلح العالمي الذي يقيم الدولة الإلهية ويطبق عدل الله تعالى في العالم اجمع، والمنجي للبشرية من الظلم والجور والطغيان ، فهو ثورة الإصلاح التي نترقبها وتتأملها البشرية جمعاء ، وبظهور الامام المهدي (عج) صاحب التقنية العالمية والتفجير العلمي الهائل الذي سيملئ العالم بظله الوارف ببركة وجوده المبارك قسطا وعدلا، ومساواةً وعلماً ،بعدما مُلئت ظلما وجورا ،وقساوةً وجهلاً ،لانه عقيدتنا في الموعود ثابتة وفاعلة في حياتنا اليومية .
سنتحدث في هذا المقال عن قضية أساسية الا وهي قضية انتظارنا للإمام المهدي، لم يكن حديثنا عن فلسفة الانتظار, وإنما سنتحدث عن مصدر قوة لنسيجنا في بناء النفس والعقيدة وعن ماهية ومفهوم الامل والعمل لاحياء هذا الانتظار في ظل الانحرافات الحاضرة في الواقع الإسلامي، فمن واجب الفرد المسلم ذات العقيدة الراسخة بوجود الامام المهدي (عج) و المنتظر وانطلاقا من هوية البقاء هو التمهيد لعصر الظهور على ان يكون تمهيداً إيجابياً الذي يتمظهر بمظاهر عديدة ، ومنها التمهيد العلمي والتمهيد الثقافي والتمهيد التكنولوجي والتمهيد السياسي ،لذلك تعد قضية الامام المهدي (عج) قضية واقعية حية لسيت حكرا على والشيعة فقط وإنما قضية أعم من ذلك فهي إسلامية إنسانية إصلاحية .
ففكرة الامل التي يصاحبها انتظار وتأمل ما هي الا مقاومة قوية وفاعلة تواجه بها الحرب الناعمة التي تهدف الى عزلة الفرد المسلم وتذويب هويته وتفريغ ذاكرته من محتواه الفطري ، وتوجيه نحو المادية البحته، وبالتالي انحرافه وضياعه ، فلابد ان نستمد من فكرة الامل والعمل هوية للبقاء نحو التغيير الجذري وتكون المسؤولية اكبر اتجاه الامام واكبر علامة لظهوره هو اتباع احكام القران الكريم واهل البيت (ع) فهو الطريق للظهور والفوز بالجنة ، ونسف مخطط المنظومة السياسية الغربية ، فتكمن خطورة هذه المسؤولية في غياب الوعي عن مصادرة عقيدة الامام المهدي(عج) المرتبطة بقيادة النظام الديني المتعلقة بالفرد التي ظلت عصيه على التذويب والطمس ،وأصبحت قضية أمتنا التي تحولت الى عنصر قوة وهوية حية ، وبطاقة موحدة ، فقد تجاوزت الثقافة المحلية ، وصارت نقطة جذب وإصلاح عالمي انساني لنيل هذه الشهادة (صحبه الظهور) على الرغم من استهداف الأنظمة الغربية التي ما زالت تحاول السيطرة على عقل المسلم وتحطيم افكاره ، وان انتظار الفرج والعمل له افضل عبادة لإنه فرج مطلق .
اذن فالإيمان بحتمية هوية الامل والعمل يكون من خلال الاستعداد الشامل للإمام المخلص والمصلح العالمي، فهو آخر حجج الله على ارضه ليملأها قسطا وعدلا ، وعليه يجب ان نسعى لتحقيق كل عمل يهدف الى تهيئة مقدمات الظهور وذلك بالاقتداء بكل احكام القران الكريم ومسيرة الائمة الاطهار ( ع ) لنكون تحت لوائه في ثورة الإصلاح والعدالة ،ولتعجيل ظهوره لابد من البدء بانفسنا في أي جانب نكون .