حسيني الاطرقجي/ صحفي وباحث
مركز وطن الفراتين للدراسات الاستراتيجية
للمرة الثالثة على التوالي، وخلال ايام الجمر بين كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس واسرائيل، فشل مجلس الامن الدولي بالتصويت لالزام طرفي الصراع بايقاف اطلاق النار واخماد الحرب المستعرة، حيث امتنعت امريكا -دائمة العضوية- في مجلس الامن الدولي والتي تعتبر واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس (امريكا، فرنسا، روسيا، بريطانيا، الصين) وبقية الدول العشرة غير دائمة العضوية - المنتخبة- في المجلس، حيث امتنعت للمرة الثالثة من التصويت تحت ذريعة خاصة طرحتها كوجهة نظر مستقبلية وهي الركون لعامل الوقت واتّباع الحلول الدبلوماسية لتذويب واحتواء حمام الدم.
"كلما طالت العملية العسكرية في غزة فإن فرص تشكيل حكومة بديلة تتضاءل بشكل كبير وهو ما يصب في صالح نتنياهو الذي يسعى للذهاب إلى انتخابات خامسة"
نتنياهو، يستفيد شخصيا بانفراده بتشكيل الحكومة معتمدا على خيار ادامة امد الحرب لتشكيل الحكومة بنفسه بدلا من المكلف بتشكيل الحكومة، اذ اخفق بتشكيل حكومة تحظى بقبول الكنيست - البرلمان الاسرائيلي- في الرابع من شهر ايار الجاري من العام ٢٠٢١،
وعلى إثر ذلك الفشل، كلف الرئيس الإسرائيلي رؤوبين زعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي يائير لابيد بتشكيل حكومة في غضون 28 يوما، أمّا اذا فشل لابيد بتشكيل حكومته فان الخيار المطروح امام الرئيس الاسرائيلي هو اعادة التكليف الى البرلمان الاسرائيلي
خياران امام البرلمان الاسرائيلي (الكنيست):
الاول/ إما ان يجد من بين أعضائه من هو قادر على تشكيل حكومة تحظى بثقة 61 نائبا، وهذا الخيار يعد صعبا جدا قياسا بالمرحلة النارية الراهنة.
الثاني/ التوجه الى اجراء انتخابات نيابية جديدة بعد ايقاف الحرب المستعرة بين الطرفين، وهذا ما سيعزز من حظوظ نتنياهو بين اوساط الناخبين باعتباره حامي البوابة الاسرائيلية.
وقد يكون هناك خيار ثالث -ضعيف نسبيا- وهو اعادة تكليف نتنياهو (بطل الحرب) المتصوَّر بعد اخماد لهيب الصدام، وهذا بعيد على ارض الواقع والاحتمال.
بالتالي يضع نتنياهو على طاولته امرين، حلوا ومرا، الاول هو طموح نتنياهو لاعادة اجراء الانتخابات، حيث يطرح نفسه كمنقذ اسرائيل، والثاني تخوف نتنياهو من الدخول في اجتياح بري في غزة مما سيعزز نقاط حماس في هذه المواجهة ويزيد اذكاء الصدام القسامي
اما دور الولايات المتحدة في افشال التصويت داخل اروقة مجلس الامن، فهو قد يكون لمد البساط السياسي لنتنياهو من اجل تحقيق ما يربو اليه كفرص سياسية لتعزيز مكانته بالفوز الانتخابات القادمة - إن تمت الموافقة على اجرائها-، وربما قد يستبدل فشل القبة الحديدية بقبة سياسية تخدم تطلعاته، والا فما هو المسوغ من اطالة امد الحرب واستنزاف الطرفين وسقوط عدد اكبر من الضحايا المدنيين وخسائر الجنود والمعدات، الامر الذي قد يكون جواد ظريف وزير الخارجية الايراني انتبه اليه ما جعله يبدي امتعاضه وتعليق رحلته الى (فيينا) للمشاركة بالجولة الخامسة من المفاوضات.
نتنياهو، قد ينتهي بعد التوصل الى هدنة قائلا:
شكرا حماس أو تبًا لكم.