فلسفة تشريع الحجاب منظومة متكاملة لحماية المرأة
فلسفة تشريع الحجاب منظومة متكاملة لحماية المرأة
بقلم الدكتورة / آمال علي الموسوي
الاختصاص / القانون الخاص والشريعة الإسلامية
مركز وطن فراتين للدراسات الاستراتيجة
انعم الله سبحانة وتعالى على المرأة بنعمة عظيمة إلا وهي ارتداء الحجاب ، فالحجاب منظومة متكاملة من القيم والمبادئ في العفاف والايمان والتقوى وطهارة الروح والقلب، كما انه فريضة واجبة على المرأة المسلمة لصون نفسها وحفظ كرامتها وعفتها ،فهو سلوك يكون اكثر أهمية في الدلالة على اطمئنان دينها واستقامتها وفهمها لدورها كمسلمة لبناء الاسرة والمجتمع ، كما يعد الحجاب لوحة متكاملة لافضل صورة عرفت بها المرأة .
ومن فلسفة تشريع الحجاب للمرأة في الإسلام أنه الدين الوحيد الذي جاء ليحرر المرأة من العبودية ومن النظرة الدونية ، وان الله سبحانة وتعالى أعلى من شأن المرأة وحررها من اغلال الجاهلية ،واراد احترامها والحيلولة دون ابتذالها ، فاعطاها الحق في الحياة وزادها شرفا وطهرا بتكليفها بالحجاب فهو واجب شرعي عليها، وعلى المراة ان يكون لها سلطان وإرادة على جسدها ويجب ان تطغى معالم روح المرأة على معالم الجسد ، لانها تمثل الركن الأساس في بناء الاسرة التي تكون اللبنة الأساس لبناء المجتمع .
فالمرأة خصها الله بهذا الالتزام الشرعي صونا لكرامتها ورمزا لعزتها ، كما انها محاولة ترمي الى جوهر اصل ارتداء الحجاب هو الستر والعفة وإظهار الجانب الإيماني والقيمة العليا لشخصية المرأة من جسد وروح وان التشريع الإلهي اوجب ارتداء الحجاب للمرأة لما له ابعاد متنوعة ، تربوية واجتماعية ونفسية واخلاقية ،فالمرأة المحجبة التي تمارس عكس ما يدعوها الحجاب اليه من عفة وطهارة هي في الروح عارية وان كانت في الظاهر محجبة ، بل هي في الواقع أسوأ حالاً من العارية ، لانها تسيء بافعالها الشنيعة الى الحجاب والمحجبات ، وعليه لابد لنا ان نتفهم معنى اصل ارتداءالحجاب ، هل هو غطاء للجسم فقط ام ماذا ؟
مما يلاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد ظاهرة التخلي عن الحجاب ،واتباع أفكار الغربمما أدى الى تردي الوضع العاموالابتعاد عن التقرب الى الله، مما زاد الانحراف في المجتمع، فالحجاب منظومة دينية وخلقية متكاملة لحماية المرأة ، ومن هنا بات امر الاهتمام والبحث في أسباب التخلي عن الحجاب التي تواجه المرأة أمر في غاية الأهمية اذا ما اردنا ان نحافظ على السلوك الإسلامي لكل من الاسرة والمجتمع ، في ضوء هيمنة التقدم الحضاري ، فالبحث في حجاب المراة ودوره في بناء الاسرة هو بالذات يستحق بذل كل الجهد والاهتمام لإيجاد وسائل المعالجة لجعل المراة لا تتخلى عن التزامها الشرعي مهما واجهت من تحديات .
فالحجاب جزء مهم وضروري من كيان المرأة المسلمة ، ومن حيث وجوده فهو امر ديني تعبدي صرف لانه يرتبط ارتباط وثيق بمنهج الإسلام فهو ليس عادة موروثة من الأمهات والجدات ، فهو التزام شرعي باتفاق الاديان السماوية التي نزلت على بقاع الأرض ، لاعلاء شأن العقل على هوى النفس، وما زال الصراع قائم بين الروح والجسد ، كما انه يحقق الفطره لان الانسان بطبيعته يحب الستر والتعفف وجاء الحجاب للمرأة ليحقق تلك الفطرة وهو اطهر لقلوب المؤمنين والمؤمنات .
كما انه يمنع الانحراف والفساد ويجلب العفة والطهارة لما فيه من تدبير وقائي من الوقوع في الفاحشة او ما يقرب اليها من مغريات التبرج والخلاعة ، ويحفظ للمرأة كرامتها واظهارها في شكل يتسم بالوقار، ويساعدها على الاستقرار النفسي ، كما أن للحجاب من مظاهر ايمانية للمجتمعات الإسلامية الفاضلة ، وتخلي عنه سبب للمفاسد والانحلال والضياع، وبترك الحجاب يعد الانحلال الأول لان تركه يجعلها عرضه لانظار الناس الذي ربما يجر الى أكثر من النظر كالاعتداء والتحرش .
وفي ختام هذه المقالة ندعو كل مرأة مؤمنة ومسلمة الابتعاد عن مظاهر التبرج والزينة ، لان الخالق العظيم قد منح المرأة وظيفة في غاية الأهمية وهي بناء الاسرة والمجتمع بجعلها الركن الأساسي والاهم في تربية الأبناء من خلال إدارة البيت والحياة الاسرية وحمايتها ، فاكرمها بفريضة الستر والحجاب والتحمل لتكتمل فيها صفات العفة والحشمة والحياء والطهاره ، حرصا على نقاء جوهرها وصفاء سريرتها ورمزا لعفتها ، لانه مرتبط بوعي وايمان وإرادة وبكونه الجمال الحقيقي الباقي الذي لا يفنى بفناء الجسد ، ولا يفقد رونقه مع استمرار الحياة ولا يشيخ مع مرور الزمن، كون للحجاب قيمة أخلاقية وإنسانية عالية ، فالالتزام الإسلامي هذا باب يقودنا دائما الى رضا الله والفوز بالجنة .