آخر الدواء الطلاق
"اخر الدواء الطلاق"
م.م. نادية علي حسن
كلية الحقوق _ جامعة النهرين
ان كل علاقةيشوبها خلاف وخصام وليس بالضرورة ان تنتهي بحل تلك العلاقات مهما كانت بغض النظر عن نوعها واشكالها فالاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية،هذا على صعيد العلاقات بين الافراد اما عن العلاقة بين الزوجين تكون اكثر صلة واكثر تماسك فقال تعالى (ومن آياته إن خلق لكم من انفسكم ازواجا"لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودةورحمةان في ذلك لايات لقوم يتفكرون )الروم /٢١
فهذا الرابط المقدس بين الزوجين ليس من السهل بين ليلةوضحاها ان يتبدد او يتلاشى لمختلف الاسباب
وقد شهد المجتمع العراقي حالات للطلاق بارقام واعداد مخيفةواكدمجلس القضاءالعراقي ان معدل حالات الطلاق هو٩حالات للطلاق في الساعةتقريبا"اغلبها راجعةلاسباب الفقروالعوزوتدخل الاهل وزواج القاصرات وانا اسميه _زواج الاطفال_اذا يتم تزويج فتاة لم تكمل سن ١٨عام وبالتالي ينتهي بالطلاق لامحال ويحدث الطلاق ايضا"بسبب الخيانات الزوجيةبسبب الاستخدام الخاطىءلوسائل الاتصال الحديثةعبرالهاتف ام الحاسوب وانشغال الزوج اوالزوجةبالعلاقات المحرمةمع الرجال الغرباء او العكس الصحيح انشغال الزوج بالعلاقات الغراميةمع فتيات وتبادل الكلام والصورغير الائقةوالمحرمةمما يؤثر ذلك على نفسيةالزوج ولايستطيع ان تستمرحياته الزوجيةمع زوجته لاعتدائها على حقوقه وجرح مشاعرهوكذلك اذا بادر الزوج بالاتصال وانشاءعلاقات غيراخلاقيةمع نساءفهذا بعينه اعتداءعلى حقوق الزوجة فتطلب التفريق نتيجةالضرر الذي لحق احد الاطراف ونلاحظ المادة٤٠من قانون الاحوال الشخصيةالعراقي النافذ رقم ١٨٨لسنة١٩٥٩المعدل
بقولها:لكل من الزوجين طلب التفريق عندتوافراحد الاسباب الاتية:
١_إذا أضر أحد الزوجين بالزوج الاخر او باولادهما ضررا"يتعذر معه استمرار الحياة الزوجية...)ومن باب الاضرار هو التواصل مع نساءاو رجال وتبادل الحديث غير الاخلاقي ويتضرر الطرف الاخرمنه ان يطلب التفريق هذا كله بسبب الاستخدام غير المتقن وغيرالصحيح للوسائل الحديثةللاتصال اذا لتكنلوجيا امر جدا مهم وقرب البعيد وسهل انجازالاعمال باقل تكلفةواقل وقت وجهد لكنها في نفس الوقت باعدت القريب حتى بين الاسرةالواحدةغرباءعن بعض ويصلح ان نطلق عليه غرباءتحت سقف واحد بسبب الانشغال بالهواتف والتصفح دون الحديث بين افراد الاسرة فحسب بل يتعداه الى الزوجين
ويحصل الطلاق وتشتت للاولاد وانفكاك الاسرة وهذا كله بسبب غياب الوعي الديني وغياب النصح والارشاد والتوعية فان الله عز وجل جعل الطلاق لثلاث لخطورة هذا الامر وجعل تطليق الزوج لزوجته لاول مرة طلاقا رجعيا يستطيع ان يراجعها ولو كرها عنها عسى الله ان يوفق بينهما فقال في محكم كتابه العزيز (وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما"من اهله وحكما من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما ان الله كان عليما خبيرا)
وخير دليل على ذلك ماكان يقوم به النبي محمدصلى الله عليه وسلم من مواقف للاصلاح بين الزوجين والتقريب بينهما في صحيح البخاري ان جاءرسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجدعليا"في البيت فقال اين ابن عمك؟قالت كان بيني وبينه شىء فخرج ولم يقل عندي فقال صلى الله عليه وسلم لانسان انظر اين هو؟فجاءفقال يارسول الله هو في المسجد راقدفجاءرسول الله صلى الله عليه وسلم وهومضطجع وقد سقط رداؤه عن شقه واصابه التراب فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم ابا تراب قم ابا تراب
نلاحظ من ذلك ان يتم الاحسان في التعامل مع الازواج عند وقوع الخلاف وان يحاولوا ان يجتهدوا لاعادةتلك العلاقات قدر الامكان وان يكون اللجوءالى الطلاق هواخر سبيل
ومن المقترحات والحلول التي تساعدفي التخفيف من حالات الطلاق
منها اقامةالورش والندوات وحلقات نقاشيةتوعويةللمقبلين على الزواج وبيان كيفيةمواجهةالمشكلات وكيفيةحلها والاستعانةبتجارب الاخرين الذين تعرضوا لمشاكل زوجيةوكيف واجهوا تلك الخلافات وحلها دون اللجوءالى قرار الطلاق
ان معالجةحالات تقليل نسب الطلاق بحاجةالى وقفةجادةودورتشريعي لتجريم فعل الطلاق خارج المحكمةونص عليه بقانون العقوبات العراقي باعتباره جريمةيحاسب عليها القانون اما في الوقت الحالي يطلق خارجي الزوج ثم يقدم طلب بتصديق طلاقه فقط ويكون دورالمحكمةكاشفا"لهذا الطلاق
ان يكون لرجال الدين اليات عمل حازمةومنظمةقانونا تمنع اي مكاتب تعقد على فتاة لم تكمل سن ١٨ من العمر وفي حالة مخالفةذلك يصار الى عقوبةاو غرامة
واخيرا ...
من يصبريصبره الله ومن عجز لايكلف الله نفسا"الا وسعها