" ما بعد حرب غزة "

المقالات
" ما بعد حرب غزة "

د. حيدر داخل جيجان

يشهد العالم أحداث ومتغيرات سريعة وكبيرة ستلقي بظلالها على النظام الدولي وتزيد من مدة الصراع بين الدول العظمى ومن امثلة ذلك  الصراع الأمريكي الصيني وكذلك الصراع الروسي الغربي  والحرب الاوكرانية ومؤخرا ماحصل في غزة في 7اكتوبر فإن مابعد هذا التاريخ ليس كما قبله وان هذه الحرب الجارية في غزة ستغير معالم المنطقة ويترتب عليها اثار تشمل طرفي النزاع ومن يقف ورائهم

ان وقوع هذه الحرب سيشكل منعطفا في واقع غزة خصوصا والمنطقة عموما وأن الحرب حتما ستنتهي يوما ما لكن ما بعد الحرب هو محور حديثا ويمكننا طرح عدة احتمالات يمكن توقعها لما بعد الحرب:-

 

السيناريو الأول: حالة الفوضى لما بعد الحرب نتيجة غياب السلطة وتبدد سلطة حركة ح م ا س وفقدانها السيطرة على غزة وهذا الأمر وارد كون حكومة نتن ياهو لم تخطط  لاجتياح غزة وسيكون سيناريو مشابه لما حصل  بعد الاحتلال الأمريكي للعراق كون حكومة نتن ياهو لم تضع سيناريو مابعد حرب غزة لان الحرب كانت مفاجئة وهذا الفراغ قد يسبب فوضى في غزة ويمكن حدوث صراع مابين الأطراف الفلسطينية ومن الوارد أن تغذي بعض الأطراف الخارجية هذه الصراع الأمر الذي يضعف قوة هذه الفصائل ويجعلها تنشغل بنفسها والصراع مع بعضها بدلا عن الصراع مع تل ابيب لكن التساؤل الذي يطرح هل سيقضي هذا على ح ما س

 

السيناريو الثاني: الاجتياح الكامل من قبل جيش الكيان  لغزة وفرض سيطرته عليها وفرض حكم عسكري لادارتها الا أن هذا السيناريو سيكلف الكيان خسائر فادحة ويتسبب بمشاكل كبيرة جدا يطول امدها وهذا غير مفضل لحكومة تل ابيب

 

السيناريو الثالث: الحاق منطقة غزة بالحكومة الفلسطينية تحت قيادة محمود عباس وبدعم دولي وعربي الا أن التساؤل الذي يطرح هل ستتمكن الحكومة الفلسطينية بقيادة أبو مازن من فرض سيطرتها على غزة وترويض الفصائل الفلسطينية المسلحة اعتقد بصعوبة ذلك بل انها مهمة اشبه بالمستحيلة ما لم يتم الاتفاق على إدارة غزة مابين أبو مازن ومن خلفه حركة فتح ومابين الفصائل الفلسطينية داخل غزة الا أن اتفاق جميع الفصائل ام صعب خصوصا مع غياب الثقة بادارة عباس ومواقفها التي تعتبرها الفصائل مهادنة لحكومة تل ابيب والتي حتما أنها ستضغط على عباس بتنفيذ اجندتها وهذا السيناتور يستبعد نجاحة لما تقدم اضافة لعدم امتلاك عباس القاعدة الشعبية الشعبية في غزة

 

السيناريو الرابع: تشكيل حكومة محلية في غزة من اشخاص مستقلين لا ينتمون لاي من الفصائل الفلسطينية المسلحة وتقوم هذه الحكومة بادارة الأمور لحين إيجاد حل جذري لمسالة حل الدولتين لكن هل سينجح هذا السيناريو في ضوء عدم امتلاك أفراد هذه الحكومة مقومات القوة على أرض الواقع عدا الدعم الدولي لكن يمكن ضمان نجاح الحكومة في حال تم الاتفاق بين الفصائل والحكومة عن طريق وسطاء لا سيما في ضوء الضغوطات الدولية على الفصائل وتضييق الخناق عليها يمكن رضوخها لهذا السيناريو نتيجة الرفض الدولي لاي حكومة تضم هذه الفصائل والتي سيكتب لها الفشل ويمثل هذا السيناريو حلا وسطاء لكلا طرفي النزاع غزة وتل ابيب

 

السيناريو الخامس :إنشاء إدارة دولية تحت اشراف الامم المتحدة وهذا السيناريو من الصعب نجاحه كون الامم المتحدة لا تمتلك جذورا وقوة على أرض الواقع في غزة

السيناريو السادس : بقاء الحال على ماهو عليه بعد انتهاء الحرب وتبادل الأسرى مابين طرفي النزاع مع فرض عقوبات على غزة وعزلة دولية في محاولة لثني الفصائل عن نهجها أو محاولة تفريق الجماهير المؤيدة لها وبالتالي نزع الشرعية عنها واسقاطها من الداخل كما حصل مع بعض الأنظمة

وتبقى هذه كلها مجرد احتمالات يمكن أن يحصل أحدها او لا تحصل جميعها فكل شي وارد في السياسية

امنياتنا أن تنتهي هذه الحرب عاجلا وان تنتهي معاناة اخوتنا الفلسطينين الذين خذلهم العالم ومؤسسات اﻻمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان التي كشف عنها العطاء واتضح زيفها وتبين أنها أداة بيد الدول العظمى تحركها للضغط على الدول لتحقيق هيمنتها ومصالحها وان الاوان لاعادة النظر بها