"بين حادثة العبارة، وحادثة القاعة هناك عنصر مشترك، وهو الفساد"
"بين حادثة العبارة، وحادثة القاعة هناك عنصر مشترك، وهو الفساد"
م.م سجى ايمن الصافي/ماجستير قانون دولي
الفساد والجشع، يدمران المجتمع .. واحدة من اهم مظاهر الفساد ، هو عدم تفعيل وتطبيق القوانين بحق المخالفين ، للحفاظ على الامن المجتمعي ، ان إهمال إجراءات السلامة من قبل اصحاب المشاريع الاستثمارية بمختلف انواعها كعدم وجود منظومات الإطفاء ومخارج الطوارئ او استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال بسبب ضعف الرقابة هو فساد مجتمعي وفساد مؤسسي .
كما الجهل بأهمية اجراءات السلامة، يسبب كوارث وفواجع إنسانية، بشرية لا يمكن تدارك اثارها.
وما حصل في قاعة الاعراس في الحمدانية خير دليل على بشاعة والم وهول المصيبة ، حيث ذكرت الجهات الامنية المختصة أن سبب الحريق حصول مصدر ناري لامس المواد السريعة الاشتعال ، وعدم وجود اجراءات سلامة كافية للبناء كما اعتبرت الجهات الرسمية ان صاحب القاعة يتحمل التبعات القانونية جراء اهماله بذلك .
رئيس اللجنة التحقيقة أكد مصرع 107 أشخاص، واصابة 82 آخرين بجروح جراء الحريق، مشيرا إلى أن موضوع البحث هو تقصير صاحب القاعة، وقائممقام الحمدانية، ومدير بلديتها، ومدير سياحتها، ومدير كهربائها، وكذلك ثبوت تقصير الدفاع المدني في متابعة الإجراءات الخاصة في عملية غلق القاعة لعدم اتباعها شروط السلامة.
لا بد أن يكون هناك حملة ضد المخالفين، ولا بد أن يهتز الضمير الإنساني عند أصحاب الشأن، ويوفرون كل متطلبات الحماية لضمان أمان الناس.
ولا بد أن يكون هناك مراقبة دورية وان يأخذ القانون دوره ويعاقب المخالفين والمقصرين, لأن الإستمرار على هذا المستوى من الجهل وقلة المسؤؤلية والضمير سيضمن حدوث المزيد من الضحايا والخسائر البشرية في اماكن أخرى، وهذه كله نتيجة الفساد في بعض مؤسسات الدولة والذي يرجع الى فساد بعض العاملين في هذه المؤسسات ، لذلك لابد من تظافر الجهود لكي نقضي على هذه الافة الخطير التي بدأت تنخر المجتمع والدولة.