"التصدي الجنائي لظاهرتي المتاجرة الاحتيالية باسم الحسين عليه السلام والانتساب له زوراً"
التصدي الجنائي لظاهرتي المتاجرة الاحتيالية باسم الحسين عليه السلام والانتساب له زوراً
الاستاذ الدكتور براء منذر
الدكتورة نورس رشيد الربيعي.
يال العجب هناك من يتبع الحسين جهراً ولايتبعه سراً، يتبعه علناً ويخالفه خفية، فهو أمام الناس ينادي لبيك ياحسين، و لكنه امام الله لا يصلي، ويطلم على الحسين امام الناس وهو امام الله لا يزكي امواله، ويطلب أمام الناس الثأر للحسين مع الامام الحجة المنتظر، وهو في بيته يضرب اطفاله ويهين زوجته ولا يخشى الله فيهم، ويطبر أمام الناس راسه في يوم العاشر، وهو في الخفاء ياكل اموال اليتامى والمساكين ولا يخمس امواله من غير مبالاة لغضب الله وسخطه . ويبكي بحرقة على مصاب الحسين واهل بيته أمام الناس وهو لا يبكي على حاله ونسى نفسه ياله من مسكين كم ظلم نفسه، فهو يظن ويعتقد أن الحسين سيد شباب أهل الجنة يفرح بتلبيته، ولطمه، وتطبير راسه، وبكاءه المزيف بقصد المتاجرة باسم الحسين عليه السلام متبعاً تلك طرق الاحتيالية للحصول على الأموال أو الهدايا أو المنافع أو المزايا من الغير لنصب واقامة المواكب الحسينية الوهمية، وهناك من ينشأ مواقع وقنوات إلكترونيةللوصول إلى مبتغياته الدنيئة وعلى حساب الغير مستغلا بذلك محبة الصادقة لسبط رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم. لن ينال شفاعة الحسين من يرتكب المعاصي والمحرمات ويؤذي الاخرين بالقول أو الفعل حتى لو بكي على الحسين من الصباح الى الصباح. وأن الحسين يعلم بنيته المزيفة.
وهنا يثار سؤال هل ان المرائي قادر على النظر بوجه الامام الحسين عند المواجهة الفعلية؟!
الجواب :بالتاكيد كلا لأن الحسين عليه السلام يعلم مايدور في خلجات نفسه المتصنعة ويعرف بكذبه وعدم صحة تصرفاته الصورية.
يامحبي سبط الرسول المتصنعين المرائين ويحكم آلا تخجلون من المتاجرة باسم الحسين، الا تخافون على انفسكم من اللوم والعتاب الذي سيوجه اليكم من أمام زمانكم كون أن اعمالكم تعرض عليه و هو يتألم بسبب ما ترتكبونه من اعتداءات ومعصيات .
قال الامام الصادق عليه السلام "يا معشر الشيعة إنكم قد نُسبتم إلينا، كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شينا.".
وقال رسول الله صلى الله عليه و على اله و سلم (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، ومهدوا لها قبل أن تعذبوا، وتزودوا للرحيل قبل أن تزعجوا، فإنما هو موقف عدل، واقتضاء حق، وسؤال عن واجب، وقد أبلغ في الإعذار من تقدم بالإنذار).
و بالنسبة لموقف المشرع العراقي ودوره في الحد من ظاهرة المتاجرة الاحتيالية باسم الحسين عليه السلام. فهنا يثار سؤال ماهو التكييف القانوني للمتاجرة الاحتيالية بقصد الحصول على الاموال والمنافع والمزايا والهديا لخدمة المواكب الحسينية ؟.
الجواب : تكيف وفق المادة (٤٥٦) من قانون العقوبات رقم (١١١) لسنة ١٩٦٩ المعدل والتي نصت على أن " يعاقب بالحبس كل من توصل الى تسليم او نقل حيازة مال منقول مملوك للغير لنفسه او إلى شخص اخر وذلك باحدى الوسائل التالية
أ/ باستعمال طرق احتيالية.
ب/ باتخاذ اسم كاذب او صفة غير صحيحة او تقرير امر كاذب عن واقعة معينة متى كان من شأن ذلك خدع المجنى عليه وحمله على التسليم.
وعليه وبخصوص ما تقدم ندعو الجهات المعنية بحفظ النظام والاستقرار داخل المجتمع بمتابعة الصفحات الوهمية التي تتاجر باسم القضية الحسينية لاستغال محبة الناس الصادقين للامام الحسين عليه السلام للحصول على تبرعاتهم في المواكب الحسينية الوهمية. وملاحقة المتهمين ومحاسبتهم حفاظا على شعائر القضية الحسينية باعتبارها دستور الحياة للامة الاسلامية، لا سيما وان الامام الحسين هو المصباح الذي ينير طريق الحق للبشرية اجمع، فهو رفض الباطل مقابل تضحيته بنفسه واهل بيته حفاظاً على نهج جده الحق من أن يدنسه الباطل.
وهناك مسالة اخرى بغاية الاهمية ألا وهي مسألة الانتساب زورا لسلالة الامام الحسين ابن علي وذريته عليهم السلام فقد جرم مجلس قيادة الثورة ( المنحل) بقراره المرقم (٢٠٦) في سنة ٢٠٠٠ سلوك الانتماء الى السلالة العلوية المشرفة، وقد نص القرار على أن "يعاقب بالسجن او الحبس مدة لا تزيد على (7) سبع سنوات ولا تقل عن (3) ثلاث سنوات كل من نسب نفسه زوراً إلى نسب السادة من سلالة الامام علي بن ابي طالب وذريته، عليهم السلام، أو دخل في شجرتهم أو التحق بعشيرة من عشائرهم أو انتحل القابهم أو انسابهم وهو ليس منهم، وتصادر امواله المنقولة وغير المنقولة."
وفي ضوء ما تقدم نوصي الجهات المسؤولة بحفظ النظام الداخلي الضرب بيد من حديد على كل من تسول له الاعتداء على السلالة المشرفة بالانتساب زورا للامام الحسين وذريته عليهم السلام او المتاجرة باسمهم للحصول على الاموال والمنافع والمزايا بحجة استخدامها في المواكب الحسينية الخدمية لزوار الامام عليه السلام لا سيما خلال فترة ممارسة الشعائر الحسينية واقامة المواكب الخدمية لزوار الامام الحسين في شهري عاشور وصفر. بغية القضاء على هاتين الظاهرتين الخطرتين اللتين تنال من حرمة وقدسية القضية الحسينة، كون أن ظاهرة المتاجرة الاحتيالية وظاهرة الانتساب المزور تشكلان جريمة تمس شخصاً موضوع تقديس و تمجيد واحترام لدى جميع الطوائف الدينية استناداً لنص المادة (٣٧٢) والتي اشارت إلى ( ١- يعاقب بالحبس مدة لاتزيد على ثلاثة سنوات أو بغرامة لا تزيد على ثلثمائة دينار.
٥- من اهان علناً رمزا أو شخصا هو تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية).
وفي الختام نسال الله تعالى ان يوفقنا لطاعته انه سميع مجيب الدعوات واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.