من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله ...

المقالات

بقلم الدكتورة / امال علي الموسوي

باحثة واكاديمية في مركز وطن الفراتين للدراسات الاستراتيجية

 

 ما يميز المذهب الإسلامي وهو خط الأنبياء لإعلاء كلمة الحق وادحاض كلمة الباطل هو المظلومية ، كما تميز هذ المذهب بالصراع لنصرة الحق على الباطل ، وحتى لا نتخلى عن خط الأنبياء الذي تمثل بالقيم والمبادئ الإسلامية والمفاهيم القرآنية وما جاء به من مسيرة للشهداء يجب الاقتداء به  للارتقاء بالأمة الإسلامية  .

وان قضية المقاومة وحركة الصراع بين الحق والباطل ومسيرة النضال والجهاد وما بذلوا شهداء الإسلام  ، ليست صنعية المرحلة الراهنة  وانما المرحلة الراهنة التي تمر بها الحركة الجهادية حركة المقاومة بالحقيقة هي امتداد للراية الأولى التي رفعها محمد ( ص) في شبه الجزيرة العربية ، هو التمرد على القيم الجاهلية السائدة ، كما يمكن لنا ان نذكر نماذج كثيرة عن الصراع بين الحق والباطل ومنها الصراع الذي دار بين موسى (ع) الداعي للحق وبين  فرعون الطاغي المتجبر ، كما يشهد التاريخ وفي يومنا هذا نماذج أخرى للصراع كما في عصابات داعش الإرهابية التي تصدى لها ابطال الحشد الشعبي وعلى راسهم القائد الفذ أبو مهدي المهندس اعلى الله مقامه ورفع درجاته ،  فكان نموذجا رائعا للتصدي للباطل   ولكن في اطار المشروع الحركي   لخط الأنبياء وخط علي .

فهذه المقدمة أعلاه تلقي علينا ، السير في اطار المشروع الحركي لخط الأنبياء وعلي (ع) وطريق الحاج سليماني وأبو مهدي المهندس ( اعلى الله مقامهما ) ، فالمسؤولية تكمن بالالتزام الدفاع عن كرامة الامة  ومعتقداتها  الإسلامية ، والاخذ بأسباب نصر الحق ، والثبات والصبر والايمان والتقوى فهي وقاية للنفس من عصيان أوامر الله تعالى والتمسك بما يمنع رضاه  ، فضلا عن البصيرة والتفكير والرؤية بعمق  وعلينا عدم التخلي عن كل القيم والمبادئ والمفاهيم القرآنية التي جاء بها الله سبحانه وتعالى والانبياء والقادة الشهداء   .

ونكون دائما  السير نحو طريق الشهيدين وما سار عليهما مناهجا لنا ليتسنى لنا العمل به كما ان لله عاملين ممثلين سائرين على خط الله ومشروع خط  ونهج الله هنالك ممثلين عن الخط الاخر هو خط الصراع الباطل  .

والمقاومة اليوم تمثل  قتال في سبيل مشروع الله وهذا النوع من القتال هو الدفاع عن المعتقدات الدنية والحفاظ على كرامة الفرد  وعزة الامة ، فالقائد هو مشروعاً  ، ونموذجاً ورمزاً ومصداقاً للقائد الجهادي الإسلامي الحقيقي الذي صنع  الانتصار للامة الإسلامية .

والاعتداء على أي شخصية او أي رمز من رموز هذا الخط  لا يعني تعدي على شخصية ذاتية  بل الاعتداء  على هوية الامة وخصوصياتها  وكرامتها  و معتقداتها  الدينية .

حيث لعب الشهيدان دورا جوهريا في دحر قوى الاستكبار العالمي واذيالها من أنظمة الشر ، فحادثة المطار لم ولن تكون حادثة عابرة  على مر التاريخ .

 فقد كان جهادهما الرائع العظيم بما يحمل من  ايمان وصبر وحكمة وبصيرة وعمق وقدرات متنوعة وصدق وإخلاص للإسلام وجاذبية إيمانية واخلاقية ارعب دولة الغرور والطاغوت ، فدافعوا عن الإسلام ومعتقداته وفكرة وحاكميته ،إذ لا بقاء للإسلام وعقيدته بلا مقاومة ودفاع وحب الشهادة ، فقد شدد الإسلام على واجب مواجهة الانحراف الإسلامي في كل مورد من موارد مساحته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يحفظ الإسلام ويمتد ويقود الى طريق الصلاح والهداية ، وحتى تعز الامة بكرامتها وبقاء اسلامها فلابد من مقاومة الباطل . فالشهدين يشكلون لنا مدرسة أخلاقية في الصمود والإرادة والتحدي ، فقد تحولوا الى مشروع يضخ في الامة روح التحدي والثقة في القدرة على صناعة النصر ، حيث تميزوا في التواضع الكبير والزهد وعدم التعلق بزخارف الدنيا ،  حيث استمدوا مبادئهم من امير المؤمنين ( ع) .

فالسؤال هنا ؟

كيف نكون جزء من مشروع  قادة المقاومة والجهاد والدفاع عن الحق والتصدي للباطل .

فلابد من الالتزام تعلما وتعليما والتزاما وطاعتا بما امر الله ورسوله وبما سار عليه القادة من بذل ارواحهم لرفع كرامة الامة والمحافظة على دينها ، وتكون لنا إرادة قوية رادعة في التصدي للباطل واحقاق الحق ، والعمل والمثابرة والصدق  والسعي الجاد  للعمل  في سبيل مرضات الله.

فقد حان الوقت  لإعادة المنظومة البشرية ولبناء ثقافة الكرامة والجهاد والشهادة ،  فهل من متبع لحالة الضعف  والخضوع والتراجع عن الاخذ بأحكام القران الكريم ،  والتوجهات نحو القوة الناعمة الغربية  .

من اقل الوفاء لدماء الشهداء هو الالتزام بالدبن الإسلامي  واحباط مشاريع الغرب وعملائهم يعد جزءا من الوفاء ، كما يتطلب منا السمو في التعامل ورفعة في الاخلاق مع الغير والصبر على اذى الناس والعفو عمن اساء الينا والابتعاد عن كل الصفات الذميمة كالحسد والحقد والبغض والانانية والجشع وما هذا الا انطلاقا من رغبتنا في ان نسير بهذه المبادئ التي حددها الله والانبياء ورسله والقادة الشهداء لتكون غاية ما نتمنى وان نراه على  ارض الواقع  بأذن الله .