سيكولوجية الصحافة المتطرفة
علي سالم: صحفي
لا يقف التطرف عند حد معين أو فاصلة ما أو قضية دينية وإجتماعية وإنما هو حالة تعبر عن الخروج من دائرة المألوف إلى دائرة المبالغة والمغالات لذا فأن سيكولوجية الصحافة المتطرفة تبدأ من أنها حالة من عدم الإتزان النفسي أو الفراغ المعرفي الذي يتطور إلى أن يشكل وجهات نظر شاذة تختلف وتتخلف عن مواكبة الحياد أو التبنى لقضية أو موضوع معين
وتحدث أيضاً عن عواطف الجماهير وتضخيمها أو تبسيطها للأشياء، حيث أن عواطف الجماهير غير المتجانسة تزداد مبالغة بسبب إنعدام المسؤولية والرقابة أحياناً.
أما عن وسائل التطرف والأدوات الإعلامية فهي في ظل التواجد الرقمي حصدت الجانب الأكبر من التساهيل فهي متاحة للجميع من دون رقابة أو حجب حيث الكثير منا قد يسهم في صناعة التطرف الإعلامي من خلال ما يتبناه الجمهور من وجهات النظر وأساليب الطرح والمشاركة والتغذية المرتدة، فقد أستغلت الكثير من وسائل الإعلام لتصدير الصورة النمطية المتطرفة وإستخدام أساليب الحرب والدعاية المضادة من أجل إحداث الفجوة المعرفية بين الجمهور أو نشر ما يتناسب مع وجهات النظر المتطرف التي تتبنى لها سياسية المؤسسات الإعلامية مبتعدة عن الضوابط المهنية بصورة عامة أو أخلاقيات العمل الصحفي على وجه الخصوص.
أما وسائل العمل التي يستخدمها المحركون والقادة في تغيير الوعي الجمعي والتحكم بالجمهور عندما يريد المحركون او القادة إدخال أفكار معينة بين الناس فهم يستخدمون الوسائل التالية التقليدية والتي من شأنها إنجاز خطة العمل بصورة ناجحة وأكثر تأثير فهم دائماً ما يسخدمون التأكيد، التكرار والعدوى وعلى مدى دائم ومتواصل ستحقق الضالة المنشودة، وتأثيرها سيكون عميقاً في نفوس الناس حيث تؤكد الدراسات التحليلة والميدانية التي تجري مؤخراً أن أغلب هذه التنظيمات تستخدم سيكولوجية معينة من أجل إغراء مواقع التواصل الإجتماعي بمصادر الطاقة السلبية ومشاهد العنف بهدف بث الرعب في نفس المتلقي أو زرع الخلايا التي من شأنها أن تحدث تغيراً جذرياً في فكر الفرد من أجل جذب الإنتباه وحصد أرقام المشاهدات بإستخدام الكوادر البشرية المعدات التكنوليجا الحديثة
لذلك دائماً يقتضي على الصحافة أن تجدد من ثيابها وأن تخلع من أساليبها القديم لأنها دائما تكن المحرك الوحيد والفعال للشارع فهي دائماً تكن حلقة الوصل الخاصة التي تعطي مساحة كافية للمسؤول والمواطن وتتيح حرية الرأي والتعبير وتكفل الرد للطرف المعارض، لمعرفة التحديات مع تفهم مواقع التطرف ومدى إستعداد هذه الشخصية لرفض العنف والعقائد المنحرفة وتطوير الإيمان بإمكانية تغير سلوك الأشخاص بتغير الظروف والبيئة المحيطة بهم كما أنه من الضروري تطوير سيكولوجية قدرات الإستعداد لسماع الطرف المعارض والتعاطف مع تفكيره العقلي وثقافته المجتعية وخلفيته التربوية وعقائده الخاصة ونوعية شخصيته والصراعات التي يواجهها الفرد والتي من شأنها أن تصنع فرد متطرف فكريا كما قد يكون من الضروري منع الأطراف الأجنبية المعادية الإستفادة من الشخصية المعارضة وعدم فسح المجال للتدخل الخارجي وإستغلال الفجوة المعرفية في ظل توافر بيئة إتصال نموذجية تتغلب على جميع المعوقات بالإضافة لأهمية فهم أنواع الذكاء المختلفة لتمكن دراسة الشخصية المعارضة لإنجاح عملية الحوار كالذكاء الأجتماعي المهم في عملية التواصل الإجتماعي التناغمي، والذكاء العاطفي المهم في السيطرة على الإنفعالات العاطفية للحوار وتوجيهها نحو سلوك إيجابي بناء.