تأثير استراتيجيات الجذب السياسي على الناخبين

د. جمانة جاسم الاسدي، م.م. علي احمد الهاشمي

ومع التسليم بطبيعة النظام السياسي في البلد وجدنا الحافز للكتابة في بعض الجزئيات المهمة في هذا النظام، ومنها تأثير استراتيجيات الجذب السياسي على الناخبين، وفي الوقت الذي يعتبر فيه مفهوم استراتيجيات الجذب السياسي من بين مجموعة الأساليب والتقنيات التي تستخدمها الأحزاب السياسية أو المرشحون السياسيون لجذب الناخبين ونيل أصواتهم، وتعتمد هذه الاستراتيجيات على فهم احتياجات واهتمامات الناخبين، وتقديم الحلول والبرامج التي تلبي هذه الاحتياجات والاهتمامات، تهدف استراتيجيات الجذب السياسي إلى تحقيق العديد من الأهداف من بينها زيادة الوعي ببرنامج الحزب أو المرشح السياسي، كذلك بناء علاقة ثقة بين الحزب أو المرشح السياسي والناخبين، بالإضافة إلى التأثير على سلوك الناخبين ودفعهم للتصويت للحزب أو المرشح السياسي.

أما فيما يتعلق بأنواع استراتيجيات الجذب السياسي فهي تتنوع وتتعدد فمنها ما يسمى باستراتيجيات التواصل والتي تركز هذه الاستراتيجيات على التواصل مع الناخبين من خلال وسائل الإعلام المختلفة، مثل التلفزيون والراديو والصحف والمواقع الإلكترونية، كذلك استراتيجيات التسويق والتي تركز هذه الاستراتيجيات على الترويج لبرنامج الحزب أو المرشح السياسي من خلال الحملات الإعلانية والحملات الترويجية، أضف إلى ذلك استراتيجيات التعبئة والتي تركز هذه الاستراتيجيات على تحفيز الناخبين للتصويت للحزب أو المرشح السياسي.

تلعب استراتيجيات الجذب السياسي دورًا مهمًا في نجاح الأحزاب السياسية والمرشحين السياسيين. من خلال استخدام هذه الاستراتيجيات بكفاءة، يمكن للأحزاب السياسية والمرشحين السياسيين جذب المزيد من الناخبين ونيل أصواتهم، وهذه الاستراتيجيات تتثمل في عقد المؤتمرات والندوات حيث يمكن للأحزاب السياسية والمرشحين السياسيين عقد المؤتمرات والندوات لمناقشة القضايا التي تهم الناخبين، كذلك في تنظيم الحملات الميدانية حيث يمكن للأحزاب السياسية والمرشحين السياسيين تنظيم الحملات الميدانية للتواصل مع الناخبين وجهًا لوجه، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكن للأحزاب السياسية والمرشحين السياسيين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الناخبين ونشر رسائلهم، أما تقديم برامج وحوافز للناخبين فهو الاخر منها، حيث يمكن للأحزاب السياسية والمرشحين السياسيين تقديم برامج وحوافز للناخبين، مثل التخفيضات الضريبية أو الخدمات الاجتماعية.

هناك عدة عوامل تؤثر على نجاح استراتيجيات الجذب السياسي، منها مدى ملاءمة الاستراتيجية لاحتياجات واهتمامات الناخبين، كفاءة التنفيذ، التوقيت المناسب، الميزانية المتاحة، وتشير استراتيجيات الجذب السياسي إلى التكتيكات والأساليب التي يستخدمها المرشحون السياسيون أو الأحزاب السياسية لجذب الناخبين وكسب دعمهم.

وتشمل هذه الاستراتيجيات مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك:

 1. رسائل الحملة: صياغة رسائل وشعارات مقنعة تتوافق مع قيم واهتمامات الجمهور المستهدف.

 2. الصورة والعلامة التجارية: تطوير صورة عامة وعلامة تجارية إيجابية للمرشح أو الحزب، غالبًا من خلال جهود الإعلان والعلاقات العامة.

 3. المواقف السياسية: تحديد موقف المرشح بوضوح بشأن القضايا الرئيسية وإظهار التوافق مع تفضيلات الناخبين.

 4. التنظيم الشعبي: بناء شبكة من المؤيدين والمتطوعين للتعامل مع الناخبين على المستوى المحلي.

 5. جمع التبرعات: جمع الموارد المالية اللازمة لدعم الحملة وجهودها التوعوية.

 6. المشاركة الإعلامية: الاستفادة من أشكال مختلفة من وسائل الإعلام، مثل التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والمناظرات، للوصول إلى جمهور عريض ونقل رسالة المرشح.

 7. التواصل المستهدف: تحديد مجموعات ديموغرافية معينة أو الناخبين المتأرجحين والتركيز عليهم، وهو أمر حاسم للفوز في الانتخابات.

 8. جهود الخروج من التصويت (GOTV): حشد المؤيدين لضمان مشاركتهم في العملية الانتخابية في يوم الانتخابات.

 9. أبحاث المعارضة: جمع المعلومات عن المعارضين لاستخدامها في المناظرات والإعلانات الهجومية.

كما وتجدر الاشارة إلى أن استراتيجيات الجذب السياسي تواجه عددًا من التحديات، منها تنوع الناخبين أو الجمهور المستهدف فيتنوع الناخبون أو الجمهور المستهدف من حيث الأفكار والقيم والمصالح، مما يجعل من الصعب الوصول إلى جميعهم باستخدام نفس الاستراتيجية، وتغير الرأي العام حيث يتغير الرأي العام باستمرار، مما يجعل من الصعب مواكبة التغييرات وتطوير استراتيجيات جذب مناسبة، أما المنافسة السياسية فتزداد المنافسة السياسية في العديد من الدول، مما يجعل من الصعب للفاعلين السياسيين جذب الناخبين أو الجمهور المستهدف، وفيما يتعلق بوسائل الإعلام فتلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام، مما يجعل من المهم للفاعلين السياسيين التواصل بشكل فعال مع وسائل الإعلام، واخيرا وليس اخرا فالتكنولوجيا من التحديات كونها تتطور بسرعة فائقة، مما يتطلب من الفاعلين السياسيين تكييف استراتيجياتهم مع التطورات التكنولوجية الجديدة.

فيما يلي بعض العوامل المحددة التي يمكن أن تؤثر على نجاح استراتيجيات الجذب السياسي:

1-  الخطاب السياسي: يجب أن يكون الخطاب السياسي المؤثر جذابًا ومفهومًا للناخبين أو الجمهور المستهدف. يجب أن يركز الخطاب السياسي على القضايا التي تهتم بها الناخبون أو الجمهور المستهدف، وأن يقدم حلولًا عملية لهذه القضايا.

2-  الحملات الانتخابية والفعاليات السياسية: يجب أن تكون الحملات الانتخابية والفعاليات السياسية فعالة في الوصول إلى الناخبين أو الجمهور المستهدف. يجب أن تكون الحملات الانتخابية والفعاليات السياسية موجهة نحو الناخبين أو الجمهور المستهدف، وأن تركز على القضايا التي تهتم بها.

3-  التواصل مع الناخبين أو الجمهور المستهدف عبر وسائل التواصل الاجتماعي: يجب أن يكون التواصل مع الناخبين أو الجمهور المستهدف عبر وسائل التواصل الاجتماعي فعالًا في بناء العلاقات مع الناخبين أو الجمهور المستهدف. يجب أن يكون التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ملائمًا للناخبين أو الجمهور المستهدف، وأن يركز على القضايا التي تهتم بها.

4-  تصور الفاعل السياسي: يجب أن يكون لدى الناخبين أو الجمهور المستهدف تصور إيجابي عن الفاعل السياسي. يجب أن يكون الفاعل السياسي قادرًا على بناء الثقة مع الناخبين أو الجمهور المستهدف، وأن يظهر أنه قادر على قيادة البلاد أو المنطقة.

وبشكل عام، يمكن القول أن نجاح استراتيجيات الجذب السياسي يعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك مهارات الفاعل السياسي واحتياجات الناخبين أو الجمهور المستهدف والسياق السياسي ووسائل الإعلام والتكنولوجيا، وجميعها لها تأثير ايجابي على جذب الناخب وكسب ثقته.